في لبنان، كنا كلما نادينا بمطلب ما يصب في بناء الدولة المدنية في لبنان، يظهر من يستمهلنا قليلاً ليقول لنا : "لحظة، قبل أن تُكملوا... إلى أي برنامج أولويات وطنية تنمتمون؟"، ويضيف: "هل أنتم مع المقاومة أم ضدها؟" .. أو "هل أنتم مع المحكمة الدولية للنظر في جرائم الاغتيال التي حصلت في لبنان أم ضدها؟"، كي يسمح لنا بمتابعة الحديث معه، لأن منطقه العام يقول أنّ إحدى هاتين الأولويتين هما الأساس، ولا دولة مدنيّة إذا لم نأخذ موقفاً فيهما .. مع أو ضد !
واليوم، بكل بساطة، كلما ننادي بمطلب ما يصب في بناء
الدولة المدنية في لبنان، يظهر من يستمهلنا أيضاً قليلاً ليقول لنا : "لحظة،
قبل أن تُكملوا... إلى أي برنامج أولويات وطنية تنمتمون؟"، ويضيف: "هل
أنتم مع الربيع العربي أو لا؟" .. أو "هل أنتم مع دول الممانعة أم
ضدها؟"، كي يسمح لنا بمتابعة الحديث معه !
البارحة واليوم ... النتيجة نفسها: الدولة المدنية في
لبنان غائبة
، بل متقهقرة، وتستمر في التقهقر يوماً بعد يوم أمام تجاذب أولوياتهم !
لجميع من استوقفنا في الكلام سابقاً واليوم، لا بدّ أن
نقول اليوم، وبصوت عالٍ: نحن نشعرُ بحالة قرف من استمهالاتكم المُتكررة لنا ومن
محاولاتكم دجّنا في معارككم، ... ومن اليوم وصاعداً لن نجيبكم على أسئلتكم، بل
سنبقى نجاهرُ بأولوية بناء الدولة المدنية لأنه همنا الأول وسنبقى نسعى بما أوتينا
من إرادة وقوة للمطالبة:
- بانتهاج سياسة القضايا والمشاريع التطويرية في لبنان
بعيداً عن سياسة الأشخاص وعن التلاسن المستمر بين سياسيينا وبعيداً عن الخطابات
الطائفية.
- بإقرار قانون ضمان صحي شامل في لبنان.
- بتفعيل برنامج التربية على المواطنية في المدارس ودمج
مواد التعليم الديني في مادة تعلِّم الحضارات الدينية والفكرية.
- بالاعتراف بالزواج مدني في لبنان وباستحداث قانون مدني
للاحوال الشخصية.
- بإقرار بقانون انتخابات غير طائفي على صعيد دوائر كبرى
وعلى أساس نظام نسبي ولوائح مقفلة.
- بتأمين مشاريع إسكانية للشباب اللبناني وبتخفيض أسعار
الشقق السكنية في لبنان.
رغم مناكفاتكم ودوشة صراخكم وشتائمكم المتبادلة التي
تعودتم إطلاقها باسم "مصلحة الوطن ومؤسساته والمواطن وهويته"، نستوقفكم
الكلام لنقول: "لحظة، ... نحن أيضاً لنا أولويتنا!!".
باسل عبدالله
16/2/2013