الأحد، 12 أكتوبر 2014

عيب والله #لا_للتمديد

الراعي الإقليمِي مْصَنْفَكْ صُوص ... وعا شعبك عامِل طاووس

لا لتمديد مجلس النواب اللبناني لنفسه مرة جديدة، نعم  لحق الشعب في انتخاب ممثليه وفقاً لمبدأ "الشعب مصدر السلطات"!

#لا_للتمديد




باسل عبدالله
12-10-2014

الاثنين، 29 سبتمبر 2014

نحن الـلـ ... نيين



كم نحنُ جَهابذة                كم نحن أتقياءْ
كرامَاتنا في الحضيض       وأنُوفُنا في السماء

نبحث عن الأمل              بِتَململٍ وكسلْ
نتنشَّقُ الهواء                  بتكبرٍ وحياءْ

نَتشاطر .. نَتحايل             نَتخابط .. نَتكايل
نُمارِق .. نُجاكِر               نُراوِغ ... نُماكِر

مَصائبنا هي هي             مِن صُدفِ القدر
وحَماقاتُنا هي هي            مِن هفوات البشر

نُحاولُ التبرير               نَسعى إلى بديل
لكنّنا في التغيير             قصراءُ في النظر

باسل عبدالله

29/9/2014

الأحد، 14 سبتمبر 2014

الشيطان والثورة



لطالما حاولت البحث عن مغزى وجود شخصية الشيطان في قصة الخلق والعوامل التي أدت إلى ارتداده عن طاعة الله وإغوائه الانسان في شخص آدم. ولطالما أثارتني فكرة هذه الشخصية السلبية التي تحُضُّ على الشر وترفض الاستسلام لعبادة الخالق والانصياع لأوامره.

وما توصلتُ إليه مع الأيام، هو الربط، المختلف عن التصور العام السائد، بين سلوك الشيطان وسلوكيات بعض الأفراد الثائرين على تقاليد مجتمعاتهم والرافضين تقديم الطاعة المطلقة لعادات المجتمعات التي يعيشون فيها، تلك المجتمعات التي كثيراً ما ارتبطت بممارسات دينية أو قبائلية لا يجوز تجاوزها تحت طائلة التكفير أو التخوين.

هذا الربط لم يأتي من منطلق سلبي إذن، بل جاء الربط من منطلق وجه الشبه الذي يربط بين هؤلاء الأفراد الذين يمارسون حرية وجودهم وبحثهم عن الارتقاء في مجتمعاتهم والشيطان!

فهل إذا كان هؤلاء "الثوار على التقاليد" أحرارٌ يُحاولون بناء صورة أفضل لوجودهم في هذا العالم ولمجتمعاتهم فهم كالشيطان؟ وهل أنّ شيطان ثائر؟ ومن أوجده في ثوبٍ ثوري رافض لطاعة الله؟

وهل يمكننا في مكان ما الربط بين فكرة الشيطان المرتد على الله، وفكرة وجود أفراد "شياطين صغيرة" مُرتدون على الممارسات الدينية الخاطئة في مجتمعاتهم؟

وبالتالي هل تُشكل فكرة الشيطان صمام الأمان الذي يُبقي مَن نشأ داخل مجتمع خاضع لتقاليد قبلية أو دينية معينة رهينة هذه التعاليم التي ربى عليها، وبالتالي هل يشكل له هذا الشيطان "الفزّاعة" التي  تقمع مُيوله الثورية؟

في ظل الواقع الراهن، واختلاط الأوراق حول معنى القيم والمبادئ والأخلاق والدين والتدين، وحول أساليب نشر الدين والمعتقد في أذهان الناس، لا بد من إعادة قراءة المشهد والبحث عن الشياطين والملائكة، لكن من خلال منهج فكري ثوري بعيد عن أي خضوع أو طوعية!

باسل عبدالله

14/9/2014

الأحد، 6 يوليو 2014

هاوي الخسائر




نشرت في صحيفة المدن الالكترونية على الرابط التالي: رابط "هاوي الخسائر" على موقع المدن


كان منذ صغره، مُتابعاً دائماً لمباريات كرة القدم وأخبار لاعبيها ومُنتخباتها من أصغرها إلى أكبرها، إلى حدٍّ أصبحَ معه ضليعاً بأدق تفاصيل اللعبة ولاعبيها.

لكن ما كان يشغلُ بال أصدقائه ويُثيرُهم هو أنه في خضم المُواجهات الكروية بين إحدى الفرق العريقة كإيطاليا أو ألمانيا أو البرازيل وإحدى فرق الصف الثالث عالمياً وما دون، يتخلّى- بعكس أصدقائه- عن تشجيع الفريق القوي، كي يُؤازر خصمه الضعيف، رغم علمه مُسبقاً أنّ آمال هذا الفريق الأخير بالفوز صعبة أو حتى مُنعدمة، وبأنّ المباراة مَحسومة النتيجة سلفاً لمصلحة فريق المُقدِّمة. 

وما زاد الطين بلة، أنّ أصدقاءه كانوا يُلاحظون ازدياد تعصُّبه للفريق الضعيف كُلما تلقّى مرمى هذا الأخير هدفاً جديداً، بغض النظر عن حسن أو سوء أداء هذا الفريق على أرض الملعب.

وبالطبع، كان نتيجة خياراته هذه، يُواجَهُ بشتى أنواع التعليقات المُنتقدة والساخرة والمُستهزئة، وأحياناً المُشفِقة، أكان من القريب أم الغريب مِن زملاء التشجيع، حتى أن كثيرين من أصدقائه نعتَوه مزاحاً بـِ"هاوي الخسائر"، نسبةً إلى الفِرق الضعيفة التي تَورَّط في تشجيعها.

حاولَ كثيرون مِن المُقرَّبين، بـ"المَونة" مِراراً وتِكراراً، تنبيهه إلى جسامة الخطأ الذي ارتكبه بِتَمَرُّدِه عن تشجيع فِرَق مُقدِّمة هذه اللعبة. وعندما سأله يوماً أحدهم عن سبب خياراته الخاسرة، أجابه بأنه ببساطة يتعاطف مع فرق دول العالم الثالث والدول الفقيرة والتي أغلبُ لاعبيها من الهواة، ويفرح بتشجيعها.

حاولَ مِراراً، تحت ضغط الإنتقاد، الإنتقال إلى مُتابعة ألعاب رياضية أخرى، غير أنّ النتيجة استمرّت نفسها في الألعاب الفردية والجماعية على السواء، والخسارة كانت تُلاحقه باستمرار بعد تأييده لاعبينَ أو فرقاً ضعيفة وتشجيعها، على إختلاف هذه الألعاب الرياضية.

مع ازدياد وعيه، وتَجاوُزه سن العشرين، وانهماكه، مثله مثل باقي أبناء جيله، بِمُختلف المَشاغل الاجتماعية والحياتية، تقلّص اهتمامه بالرياضة، وإذ به ينتقل إلى ممارسة هواية الخسارة المُفضلة لديه، على صعيدٍ أوسع مَيدانُه المُجتمع بهموم ناسه المُختلفة. فكان يلتحقُ بصفوف المُظاهرات المَطلبية والمَعيشية أو المدافعة عن حقوق الفقراء، مُناصراً ومُؤازراً حتى الرمق الأخير (مع الملاحظة أن عدد مُنتقديه ازداد أكثر فأكثر).

ظلّ توجّهُهُ إلى مُواكبة القضايا الإنسانية المُحِقّة في مُجتمعه ينمو ويزداد في وطنٍ فقدَ فيه الأفراد بُوصلة انتمائهم المُواطني لمصلحة انتماءات طائفية وقبائلية مُتشعبة، رغم إدراكه المُسبق أن أناساً كُثراً سينتقدُون، وأحياناً يُشفِقُون، وينعتونه من جديد- ولكن هذه المرة لأسباب لا دخل لها بالرياضة- بأنّه "هاوي الخسائر"! 

                                                                                              باسل عبدالله

الاثنين، 23 يونيو 2014

فجوة














هنالك شيطانٌ عملاق أعمى

يتخبّطُ داخل فجوةٍ ما، خارج حدود هذا الكون المُتَهالك

وينتهزُ الفرصَ دورياً ليعبثَ بجميع ما تطاله يداه في قلب هذا الكون،

تماماً كما نعبث نحن بجميع مَن نتفوق عليه من مخلوقات في قلب هذا العالم

... ربما يُحاول الثورة على مَن قيَّده بنظامه!

نعم ... فهو الآخر

مثلنا

... تماماً مثلنا

ضحية طائشة

مُرتهنة لفضاء اللامبالاة الواسع!


باسل عبدالله

23/6/2014

السبت، 14 يونيو 2014

قرب الضريح
















انحنَى عند الضريح،

مُرَدِداً صلاته المُعتادة كما في كل يوم

مُناجياً ربه بالكلمات نفسها: " أَعِدهُ إليّ يا إلهي

... فلتُخرجه من هذا القبر اللعين وتُعِيدهُ حياً".

***

منذ وفاته، اعتاد أن يمر بقبره كل يوم ليُكرر طلبه هذا

لكن لا شيئ تغير

***

رمَى في الزيارة الأخيرة وردة حمراء عند الضريح

... وانصرف

تخلّى عن إيمانه بعودةِ الميت إلى الحياة... وانصرف

ترك حبّه وإيمانه هناك

... ودّعَ الضريح

... ودّعَ إلهه

وغادرَ إلى غير رجعة !



***

الثلاثاء، 27 مايو 2014

السفارة اللبنانية


صوب الفياضية، بيوقف السرفيس تا تِنزل منو راكبة، وبِقلها:

"هون صارت السفارة".

فجأة بيسألني الراكب القاعد حدّي بالمقعد الخلفي:

"هون السفارة اللبنانيّة؟"،

قلتله: "لأ يا زلمة، شو سفارة لبنانية، ما نحنا بلبنان، كيف بدو يكون في سفارة لبنانية بلبنان؟".

ما حسيته استوعب، بس سكت وكمّلنا الطريق، ونزل الراكب عا آخر الطريق.

بعدين فكرت مع حالي: "إنو ليش لأ، صار بدنا سفارة لبنانية بلبنان، ما كل دول العالم مرقت من عنا ودعست عا رقبتنا وبعدها داعسة، وقرارنا أصلاً مأخود برات بلدنا

... فشو المانع يكون عنا سفارة لبنانية بلبنان، منيحة الفكرة ... مُو غلط

#قصة_حقيقية 

#شي_فاشل 

الخميس، 20 مارس 2014

الحلم الإعلامي خارج الواقع السياسي اللبناني


في زحمة المعارك السياسيّة الكلاميّة والميدانيّة في لبنان، وفي عجقة أصداء الأبواق الطائفية والتوتر بين القوى المُتناحرة على الأراضي اللبنانية وحولها، يتربّع الفريقان الأساسيان "المُترهِّلين"  8  و 14 آذار، على عرشيهما مُستندين إلى حصاناتهما الإقليميّة والدولية.

ووراءهُما يسير عدد كبير من المؤسسات الإعلامية اللبنانية في فرزٍ واضح ومُجاهرة علنية بالانتماء والتأييد لحزب من قوى هذا الفريق أو ذاك، مُزايدين على انقساماتهما، لاعبين دوراً محورياً في تجييش الشارع لصالح أحدهما.

أما الصوت الحر المُستقل عن هذين الفريقين، والرافض لاصطفافهما والمُنادي ببناء الدولة المدنية وبالإصلاحات الإجتماعيّة في لبنان، فكان لا يجد مِن هذه المؤسسات تغطية لتحركاته، إلا إذا حمل في جُعبته مطلباً يتوافق مع تطلعات الحزب المُشرِف على إحدى هذه المؤسسات.

أما حراك إسقاط النظام الطائفي في لبنان في العام 2011، وبسبب كبر حجمه، وعدم تمكن هذه المؤسسات من حجبه عن الجمهور، فقد كان يخضع دائماً من قبلها للتلاعب والاستثمار ليظهر من خلال هذه المؤسسات الإعلاميّة مُشوّها ومُجيراً في غير الغاية التي نشأ من أجلها.

لكنّ كثيراً منّا، رغم هذا الواقع، استبشر خيراً في التغطية التي قدمتها قناة الجديد اللبنانيّة NTV لهذا الحراك، بحيث نقلته بحجمه الطبيعي، وساهمت مُساهمةً فعالة في تغطية تحركاته وعرضها إلى أكبر عدد من المُشاهدين بدون تشويه.

اليوم، تتبنى قناة جديدة  (في دائرتها الإخباريّة ) ربما، قرار دعم حرية الرأي والتعبير وتغطية نشاطات المجتمع المدني في لبنان، وهي المؤسسة اللبنانيّة للإرسال LBC ، مُقدمةً منبراً جديداً للصوت الثالث المستقل و"غير المدعوم" من الأطراف السياسية الطائفية التقليديّة في لبنان، لتُعطي، في مكان ما، على الساحة الإعلاميّة، أملاً جديداً بتطور حالة إعلاميّة شفافة غير مُجيّرة لمصلحة حزب أو فريق سياسي حصراً، على أمل أن تستمر هذه الدائرة الإخباريّة في توجهها هذا، وتطال بِعَدواها باقي المؤسسات الإعلاميّة على تنوعها، فتنقلب هذه على نقلها نشاطات ومصالح الزعيم والقبيلة الطائفية والحزب، لصالح نقل التحركات الشبابية المدنية والمطلبية المطالبة ببناء الدولة المدنيّة في لبنان.

... ولنا أن نحلم!

باسل عبدالله
20/3/2014

الجمعة، 28 فبراير 2014

انتظار


الموت يَنتظرُنا

خلفَ كل خطوةٍ وأُمنية...

عندَ كل مفرقٍ أو فكرة...

بعدَ كل سَهوٍ أو انتباه

***

ونحن أيضاً

بدورنا

ننتظرُ الموت

بتصميمٍ وعزيمة...

أمام كل إحباطٍ أو يأس

مع كلِّ مَشهدٍ مُقززٍ ومُوجِع

يُنتِجُهُ هذا العالم البائس

***

ننتظرُ الموت

فقط

لنستَفهِمَ مِمَّن يَنتظِرُنا

بأيِّ مُبَرِّراتٍ يَنتظرنا ... بعدَ الموت ؟!

***

باسل عبدالله

28/2/2014

الأحد، 2 فبراير 2014

قراءة في تفوّق الإنسان على الآلهة


هل على الإنسان المؤمن أن يَحُدَّ نفسه في علاقته بإلهه بحدود واعتبارات والتزامات يحكمها طابع الخضوع لهذا الخالق؟ أم على العكس، عليه أن يسعى دوماً وبدون موانع إلى تطوره الشخصي كإنسان، ولو كلف الأمر في مرحلة حاسمة دخوله مُواجهةً ضاريةً مع المعتقد الذي قدّم له فكرة الله، وحتى مع هذا الإله بذاته؟

هو سؤالٌ لطالما طرحته على نفسي، وأحياناً على من حولي مِمن وثقتُ باسقلاليتهم الفكرية وتفتُح وعيهم وقدرتهم على التحليل، ولطالما تنوعت أجوبة هؤلاء وتشعبت بحجم الأفكار والخبرات وطرق التحليل ومدى الحرية الفكرية التي تمتعوا بها.

أما عن أسباب إثارتي هذا الموضوع اليوم، فهي لا تقف فقط عند أهمية هذا السؤال كموضوع لا مهرب من طرحه في يوم من الأيام على أنفسنا، بل تتعدى ذلك إلى ما نشهده في حياتنا ومجتمعاتنا وواقعنا السياسي المحلي والإقليمي هذه الأيام من استعمال مُقزز للمعتقدات الدينية دون حدود في مواقع أنتجت وتنتج حجماً مُخيفاً ومُرعباً من القتل والدمار والعنف وتقهقر العقل لصالح غير مشيئته، وذلك باسم الدين أو القائد الذي يدعي تمثيله له، وباسم الإيمان أو بهدف تنفيذ ما يعتقدهُ كثيرٌ من الناس "أوامر الخالق".

ولا شك أنّ كثيراً من المُفكرين عبر التاريخ تعرضوا بشكل أكبر لهذا الموضوع الشائك وتحديداً في لحظات الصدمة من حوادث عاشوها ولم يتمكنوا من استيعاب نتائجها، فكانت ردة فعلهم أمام هول الزلازل والكوارث الطبيعية مثلاً ونسبة الضحايا التي حصدتها أو أمام همجيّة الحروب وما أدت إليه من ضحايا، ما جعل هؤلاء يُعيدون النظر في كل ما يدور حولهم وفي كل المعتقدات التي أرستها لهم مجتمعاتهم.

والأسوأ أننا في مُجتمعنا نَسيرُ بِخـُـطىً مُتسارعة إلى الوراء، فبعد أن كان جيلنا أيام الدراسة يتفاجأ مثلاً بالمجازر التي اقترفها جمال باشا السفاح في عهد السلطنة العثمانية في لبنان، أصبح فعله في أيامنا هذه، أمام واقع ما نشهده، لا يدعو للإستغراب بل يمر مرور الكرام أمام هول المذابح وأعمال القتل التي نشهدها كل يوم في بلادنا العربية، وكأنّ عقلنا أصبح مُبرمجاً لقبول كل ما يجري، وما عاد يتوقف عند "سفاح" مرّ في التاريخ، لأننا نرى آلاف السفاحين أمامنا كل يوم يقتلون بدم باردة وأحياناً كثيرة باسم الإله.

فهل للتَمَذهُب الديني دورٌ في كل ما يجري اليوم؟ بل هل أنّ الدين بحد ذاته يُولد بطبيعة تركيبته هذا التعصب أم أنّ شكل التلقين الديني هو السبب في إعادة إنتاج الإنسان المُبَرمَج لأداء مُهمة مُحددة، ليس له تخطيها تحت طائلة خرق الإلتزامات التي تفرضها عليه السماء؟

لست بوارد الإجابة عن السؤال الأخير الآن، لكنني سأكتفي بالإجابة عن السؤال عُنوان هذه المقالة، هل على الإنسان المُؤمن أن يَحُدَّ نفسه في علاقته بإلهه بحدود يحكمها طابع الخضوع لهذا الخالق؟ أم على العكس؟

برأيي وبإيماني ووعيي أدّعي أنه لا يمكن أن يكون الله قد وَهَبَ الإنسان العقل ليكون هذا الأخير عبداً، فالعبوديّة نقيض وعينا العقلي، ولا يمكن أن يكون وهَبَهُ المنطق ليكون آلـة مُبرمجة، أو وَهَبُهُ القدرة على التحليل ليكون يرتهن نفسه للتبعية العمياء.

لا يمكن للإنسان الحقيقي الذي أراده الله أن يكون دُمية بيد أي إنسان آخر، ولا حتى دُمية بيد الله، وبالتالي لا يريدهُ أن يكون خاضعاً أو عبداً لأحد، حتى له (أي لله)، بل بعكس ذلك، فالله الذي خلق العقل للإنسان، قد أرشدهُ إلى حرية المعرفة وأعطاه سلاح التطور، وهذا السلاح بطبيعة تكوينه مبني على ذخيرة البحث الدائم والمُستمر في كل ما يدور من حول الإنسان من أمور، وقد يُؤدي هذا البحث إلى تدمير شامل للثقافة التي نشأ عليها الإنسان منذ صغره، مهما كانت خلفية أو نوع هذه الثقافة.

وبالتالي من غير الطبيعي أن يضع الخالق مَوانعَ على استعمال الإنسان للعقل الذي أمدّه به.

فكي تنتصر إرادة الله والغاية من منحه العقول لأصحابها، من الطبيعي بل لابد أن تُترجَم قمة الإيمان عند أي إنسان في مدى استعماله عقله والارتقاء بوعيه الفكري وإنضاج معرفته وطاقته، فالتدرج على سُلّم التطور الإنساني يتطلب في بديهيات الأمور الثورة على كل ما قد يقف بوجه الإنسان من عوائق، مُنطلقاً خارج أي أحكام مُسبقة أو تأثُيرات اجتماعية وعقائدية أو انحياز فكري.

في إحدى أساطير الحضارة البابليّة القديمة تظهر قصة الإلهة "أنانا" وهي تُخاطب "جلجامش" بطل مدينة أوروك وملكها (وهذا الأخير ثلثه إله وثلثاه إنسان بحسب الأسطورة)، وتعرض الإلهة "أنانا" عليه حُبّها، غير أنّ "جلجامش" يرفضه، فتطلب "أنانا" من والدها "آن" (رب السماء حسب الاسطورة) أن يُعيرها "ثورَ السماء" لتهبط به إلى الأرض وتقتل به "جلجامش"، لكن هذا الأخير يُواجه "ثور السماء" ويتمكن من قطع رأسه.

هذه الأسطورة تنتهي بتفوق الإنسان المُتطور (الإنسان المُرتقي - الإله) على مبعوث الإلهة "أنانا" (التي تمثل بنظرنا السلطة المُتكلمة باسم الإله).

فلنرتقي بانساننا نحو الأعلى، لأنّ لا أمل أن تكتمل صورة الإيمان الإنساني بشكلها الأبهى إلا عن طريق تحرير الإنسان من أي ارتهان بشري أو أو ديني أو إلهي.

فكي نفهم الخالق، لا بد أن نسعى للتفوق على نفسنا وعلى مُسلّماتنا، وبالتالي الثورة على خضوعنا لمن يدعي تمثيل الخالق، ثم عليه نفسه، للوصول إلى معرفته.

باسل عبدالله
2/2/2014