الجمعة، 28 يونيو 2013

دوّامة الإحباط


















أحياناً .. تنقلب عندنا الأدوار،

نَكـُونُ على مشارف موقف مُحزن ومُزعج، 

... وبدل أن نبكي .. نجد أنفسنا نُطلق القهقهات !

نعم ... وتكرُّ الضحكة حتى تتحول إلى ما يشبه النواح ...

هو تعبير عن اختلاط كل شيء في منظار وعينا

تعبير عن تخبُّط مُتجدِّد يتملكنا رغماً عنّا

عن حالة نفسيّة مُتفاقمة تصفُ ضراوة حالتنا،

عن فقدان توازن يمنع عنا التركيز والمواجهة.

هي حالة مُرتبطة بقلقنا الدائم

... وقرفنا الدائم ...

وضياعنا في دوامة كل ما يدور حولنا !

راحة مفقودة اجتماعياً ...

راحة مفقودة اقتصادياً... صحياً... عائلياً... سياسياً... الخ ...

باختصار، كلما نُحاول بجهد أن نتقدم خطوة إلى الأمام، نجد مئات الأسباب والظروف والمُبررات لتعيدنا خطواتٍ إلى الوراء !

يتملكنا ضياعنا ... هذا الضياع المُتمكِّن

الذي لا مجال من أن ينتشلنا منه أحد.

نبحث بمواجهته فقط عن مُسكنات

ونضاعف الجرعات

ندمن على تناول ما يحفظ قدرتنا على تقبل ما يحيط بنا من مشاكل كثيرة، ببرادة متناهية...

نختلق لأنفسنا الأعذار

... نختلق المبررات لخضوعنا للأمر الواقع

ننتظر

وننتظر

ولكن... لا شيء

نعم ... لا شيء

لا أفق

... لا تطور

فقط شلل وتدهور

واختناق ... واختناق

... نتقهقر باحترام

على أمل أن تطرأ صدفة ما تُغير الواقع

تنتشلنا من غفوتنا ومن حالة التخدير التي تملّكت مع الأيام حواسنا ومشاعرنا وإراداتنا

على أمل أن نستردّ الروح

فتتحرك نبضات قلوبنا

ونعود إلى الحياة من جديد

لنحاول من جديد الثورة على ضعفنا ...

الثورة على انفصام شخصيات من يُحيطون بنا ...

الثورة على المُسكّنات التي أقسوا بها إراداتنا ...

.. نتسلل من الصدف

ومن هفوات من أرادوا لنا أن نكون كذلك

لنُحاول صنع التغيير

.. نتسلل من الصدف

ومن هفواتهم

لنفجر غضبنا بشكل مفيد

.. نتسلل من الصدف

ومن هفواتهم

لنشعل انتفاضتنا بوجه كل من يتعمَّد دائماً أن يُسقطنا في دوّامة الإحباط القاتلة!!



باسل عبدالله 28/6/2013