الخميس، 20 مارس 2014

الحلم الإعلامي خارج الواقع السياسي اللبناني


في زحمة المعارك السياسيّة الكلاميّة والميدانيّة في لبنان، وفي عجقة أصداء الأبواق الطائفية والتوتر بين القوى المُتناحرة على الأراضي اللبنانية وحولها، يتربّع الفريقان الأساسيان "المُترهِّلين"  8  و 14 آذار، على عرشيهما مُستندين إلى حصاناتهما الإقليميّة والدولية.

ووراءهُما يسير عدد كبير من المؤسسات الإعلامية اللبنانية في فرزٍ واضح ومُجاهرة علنية بالانتماء والتأييد لحزب من قوى هذا الفريق أو ذاك، مُزايدين على انقساماتهما، لاعبين دوراً محورياً في تجييش الشارع لصالح أحدهما.

أما الصوت الحر المُستقل عن هذين الفريقين، والرافض لاصطفافهما والمُنادي ببناء الدولة المدنية وبالإصلاحات الإجتماعيّة في لبنان، فكان لا يجد مِن هذه المؤسسات تغطية لتحركاته، إلا إذا حمل في جُعبته مطلباً يتوافق مع تطلعات الحزب المُشرِف على إحدى هذه المؤسسات.

أما حراك إسقاط النظام الطائفي في لبنان في العام 2011، وبسبب كبر حجمه، وعدم تمكن هذه المؤسسات من حجبه عن الجمهور، فقد كان يخضع دائماً من قبلها للتلاعب والاستثمار ليظهر من خلال هذه المؤسسات الإعلاميّة مُشوّها ومُجيراً في غير الغاية التي نشأ من أجلها.

لكنّ كثيراً منّا، رغم هذا الواقع، استبشر خيراً في التغطية التي قدمتها قناة الجديد اللبنانيّة NTV لهذا الحراك، بحيث نقلته بحجمه الطبيعي، وساهمت مُساهمةً فعالة في تغطية تحركاته وعرضها إلى أكبر عدد من المُشاهدين بدون تشويه.

اليوم، تتبنى قناة جديدة  (في دائرتها الإخباريّة ) ربما، قرار دعم حرية الرأي والتعبير وتغطية نشاطات المجتمع المدني في لبنان، وهي المؤسسة اللبنانيّة للإرسال LBC ، مُقدمةً منبراً جديداً للصوت الثالث المستقل و"غير المدعوم" من الأطراف السياسية الطائفية التقليديّة في لبنان، لتُعطي، في مكان ما، على الساحة الإعلاميّة، أملاً جديداً بتطور حالة إعلاميّة شفافة غير مُجيّرة لمصلحة حزب أو فريق سياسي حصراً، على أمل أن تستمر هذه الدائرة الإخباريّة في توجهها هذا، وتطال بِعَدواها باقي المؤسسات الإعلاميّة على تنوعها، فتنقلب هذه على نقلها نشاطات ومصالح الزعيم والقبيلة الطائفية والحزب، لصالح نقل التحركات الشبابية المدنية والمطلبية المطالبة ببناء الدولة المدنيّة في لبنان.

... ولنا أن نحلم!

باسل عبدالله
20/3/2014