الخميس، 21 نوفمبر 2013

تضامن على مين؟

اليوم 21/11/2013، سكّروا بوابات الدوائر ببعبدا على الساعة 11، ووقفوا الدرك على البوابات وضهَّرُوا الناس لبرا، ووقفت هالناس على البوابات ... وكبرت العجقة، بانتظار تمرق ساعة أو أكتر تضامناً مع شهداء السفارة الإيرانية.
التضامن واجب، لأنو الناس الفقرا عم تموت، بس تضامن شو هيدا يلي بِكون على المواطن مش مع المواطن،
المقصود إنو إذا دولة بدها تتضامن مُفترض تنكّس العلم اللبناني بكل الوزارات وبالقصر الجمهوري والمحافظات الخ ... أو إذا في مهرجان معين محدد سلفاً، ممكن تلغيه أو تأجله أو مثلاً يلتزموا الوزراء يُوقفوا عشر دقايق صمت بس (ما بدنا أكتر) تضامناً مع حياة المواطن (مش لأنو السياسيين أصل المشكل... لا ما هيك قصدي... لإنو هني ممثلين الدولة يلي عم تتضامن مع الشعب بس).
بس شو قلو طعمة هيدا التضامن يلي عا حساب الناس وتعب الناس وهلاك الناس؟
إنو واحد معطل شغله من هالمواطنين العاديين وطالع على دوائر بالدولة يقضي حاجتو، وعم يحاول يمشي شغلته، فجأة بقلولوه: في تضامن خيي، بدك تنطر ساعة عالباب - هيك بس - لإنو دولتك ما بتعرف تتضامن إلا بواسطك وعبرك وعا حسابك.
يا دولتنا،
هيدا ما بسموه تضامن "مع الناس"، هيدا بسموه تضامن "على الناس"، يعني تضامن بالمقلوب!
التضامن مع الناس عنده أصوله، وأول أصوله إنو ما يحرق دين الناس أكتر وأكتر،
في حال بدو يتعِّب هالتضامن حدا، خلي يتعِّب الحاكمين بأمور الناس، بس الناس لأ، وإلا ما بيعود "تضامن"، بصير "تآمر"!
ما ينفهم كلامي إني ضد التضامن، بالعكس، أنا أول واحد مع التضامن، لأن الإنسان بلبنان هو دائماً الضحية، حياته ومعيشته وصحته وتطوره بقلب المجتمع هِنّي دائماً الضحية لمصالح لكبار، بس بالمستقبل يا جماعة فيكن تستعملوا وسائل ما بتعذب الناس العاديين.. التعبانين... التلفانين... المعترين!
بدكم تضامن؟؟؟ .. طيب، فيكن تلغوا مهرجان صرلها تمارينه يومين مسكرا طرقات البلد... فيكن تنكسوا أعلام هالبلد يلي ما عاد بلد عن الوزارات والدوائر ويلي بدكن ياه... فيكن تحطوا أكاليل ليوم الأكاليل، ... فيكن تعتبروا اليوم يوم عطلة، ساعتها بيعرف حاله الواحد من الأساس إنو ضهرا من البيت ما في .... بس ابعدوا عن لقمة عيش المواطن المتوسط الدخل والفقير، لأنو المواطن المتوسط الدخل والفقير بلبنان قرفان، وكل ما حضراتكم تعملوا حسابات اقليمية ودولية .. وتأخروا تشكيل حكومة .. وتتواجهوا عالمنابر وتعملوا عنتريات، عم يتأكد هيدا المواطن إنو نتيجة العنتريات تبعكم رح تطلع دايماً براسه، لأنو فشة الخلق عا طول بتطلع فيه، من زمان وجايي، وهو عا طول الضحية.
ماشي الحال،
وقفت العالم ونطرت، وبعد شوي بتفوت،
ماشي الحال، كرمال موت الناس بس... انتبهوا موت الناس المعترين بس... ما رح تفرق وقفة ساعة وساعتين وتلاتة على الناس المعترين متلهم....
بس الفكرة، إنو عقبال ما هالبلد يلي ماشي بالمقلوب يصير يوماً ما بلد ماشي جالس ... وبكل شي، مش بس بالشكليات ...لأ،  بالأساسيات كمان.
لأنه الدور جايي عا كل الناس، والموت عم يلوح بالأفق، والوطن مريض بغرفة العمليات... ويلي عم يعالجوه مخرّجين من أهم جامعات عالمية، بس بغير اختصاص الطب، وبخصوص نتيجة معالجتهم لحياة هالوطن، ... فهمكم كفاية !
باسل عبدالله

21/11/2013