مُشكلتي أنني أفكر كثيراً وبدون توقف ... وهذا يُرعبني، فعقلي مُنهمك طوال الوقت، ... لا يرتاح أبداً!
في صغري، لم أكن أتجاوز في تفكيري المسائل السطحية! أما الآن فأنا أجهـِدُ نفسي في البحث في كل كبيرة وصغيرة، كما وداخل التفاصيل، عن مزيدٍ من التفاصيل!
يُريدُ عقلي أحياناً أن يمتحن نفسه بنفسه!
يُريد أن يُعَرِّف عن مكنوناته وأن يتعرّف على مكنونات غيره!
يُريد أن يُعلـِّم وأن يتعلم!
أن يَسمعَ النصائح ويُحللها، وأن يُسدي النصائح!
أن يتـّخِذ القرارات في المواضيع البسيطة كما في المواضيع المصيرية، في كل حين، وعلى مدى السنين!
التفكير يأخذ كل وقتي!
حتى عندما أنام فأنا أفكر وأرسم حياةً أخرى أو بديلة أو مقابلة.
أنا متأكد من أنني دائماً مُنهمِك في أحلامي، وهذه المسألة بالتحديد تـُشعرني بالإضطراب والإرهاق والقلق! فلطالما رغبتُ بأن أريح عقلي لبعض الوقت!
ربما أخاف عليه أن ينفذ أو يتبدد ككل شيء يدور حولي! والفكرة بحد ذاتها تـُرعبني!
أريد أن أحتفظ ببعض منه للمآزق ... لوقت الضيق!
عندما خضعتُ مُكرهاً لعمليةٍ جراحية ضرورية، دامت لمدة ثلاث ساعات، توجّه إليَّ طبيب البنج بالقول، عندما إقترَبَ ليضع على فمي آلة ضخ البنج:"باسل، أريدك أن تـَعُدّ حتى الرقم عشرة"، فسألته: "وإن لم أغفو؟ ...هل ستعطيني عندها بنجاً إضافياً؟"، فضحكَ ساخراً وصرّحَ بثقة: "إن أكبر رأس يغفو في غرفة العمليات بعد إعطائه هذا البنج، وقبل تعداد الرقم عشرة".
رفضتُ قانونه العلمي، واعتبرتُ نفسي مختلفاً! ... عددتُ ... وتجاوزت الرقم عشرة قبل أن أغفو!
بين بدء ونهاية العملية الجراحية، لم أشعر سوى أن لحظاتٍ مضت، شعرتُ بالفرح حينها، وبأن عقلي إرتاح لساعات عن التفكير.
ولكنني لم أجد بعدها، أية وسيلة ناجحة للتوقف عن التفكير.
لقد نصحني أحد أصدقائي المخلصين بأن أحتسي بعض الخمر، مُعلنا لي: "إنه يطيح بالتفكير". لكنني لست من محبي أو مُدمني الخمر، فقد أشربُ القليل منها للمسايرة فقط.
صديقٌ آخر مخلص نصحني بممارسة اليوغا في مكان مظلم منعزل عن الأصوات! ففعلت، لكن الأمر ضاعف من تفكيري وغزاه!
ما العمل!
... ما زلت أفكر
ما العمل!
... لستُ أدري!
يقولون أن الحاجة أم الإختراع، لكن الأمر يختلف ههنا!
أريد أن لا أفكر بشيء، بل أن أتوقـّف عن التفكير ولو للحظات بدون أن أفقد وعيي! هل هذا ممكن؟
هل مَن يَدُلـُّني على حل؟
هل حاول أحدكم ذلك ونجح ........... رجاءً أخبروني!
إستغرب أحد المثقفين المفكرين قلقي، وأخبرني بأن عليّ أن أفرح بـِعقلي المُفكر! مُشيراً إلى أنّ من حولنا الكثيرين من ذوي العقول الفارغة الذين لا يفكرون بشيء!
نصيحة ممازحة غير مفيدة، فهي لا تـُلبِّي حاجتي، ولا تفيدني واقعياً بشيء!
أنا أحتاج إجابة مفيدة!
ربما عليّ أن أنتظر إجاباتكم ، أو أن أفكر أكثر وأكثر حتى أصل بنفسي إلى إجابة!
لمن يرغب بمشاركتي التفكير في طريقةٍ أستطيع من خلالها عدم التفكير! أتقدم يائساً بطلب المساعدة هذا، للإقتراحات الإتصال بي على الرقم التالي /03587346/.
مع كل التقدير،
الإسم باسل عبدالله!
2009