Related to
the movement of overthrow the sectar system
كان من المفترض بنا،
برأيي، أن ننزل اليوم في 4/3/2012 إلى ساحة الشهداء بوجه المظاهرتين اللتين
استباحتا الساحة، لنقول لا للطائفية ولا للتبعية للخارج، ونعم لإعطاء مشاكل
المواطن الحياتية في وطنه الأولوية المطلقة، والتظاهر من أجلها.
عند مُشاهدتي لتغطية
تظاهرتي اليوم، شعرت بأننا قصّرنا في عدم تواجدنا على هذه الساحة اليوم لنرفع شعار
لا للتبعية ولا للطائفية، وكي نُسمع صوتنا في اللحظة الصحيحة وفي المكان الصحيح
بوجه أصوات "نعم للنظام السوري" أو "جيش محمد سوف يعود".
لسنا ضد الدين
والأديان ولن نكون، بالعكس فالكثير منا مؤمن، لكن تصرفات بعض المتطرفين طائفياً في
بلدنا جعل الكثير منا يدّعي الكفر- مع الاحترام للكافرين او اللاأدريين المقتنعين
بذلك.
ولسنا ضد الثورات
العربية كافة، رغم استغلال الثورات في أغلب هذه الدول.
ولسنا ضد المقاومة أو
ضد أشخاص في لبنان أو خارجه، فطموحنا موضوعه وأولويته المواطن في لبنان وعملنا
هدفه الاول تحصين المؤسسات والقوانين المدنية المُوحِدة بين الأفراد في المجتمع،
لا التلهِّي أو التبعية أو الانشغال بالخارج.
كان علينا أن نرمي
بخلافاتنا الداخلية كناشطين ضد الطائفية، لنكون هناك يداً واحدة نسمع صوتاً واحداً
ضد الطائفية ومع العلمانية ذات الحياد الايجابي تجاه جميع الأديان.
أهم ما تعلمته من حراك
إسقاط النظام الطائفي أنه علينا مهما حصل أن لا ننتقد بعضنا ولا نهاجم بعضنا ولو
هُدّت السماء فوق رؤوسنا، لأن هذه هي إحدى نقاط ضعفنا، وفي حال كنا على خلاف عميق
فلنتوخ المهاجمة والعناد وننتظر. وقد ساعدني في هذا الاستنتاج واقع وتاريخ النضال
العلماني المُتشتت – ربما لأن العلماني الثائر على مجتمعه الطائفي والمُحارَب منه
لا يقبل كالطائفي بأن يأخذ أحدٌ القرار عنه، وغالباً ما تنقصه الخبرة لاتخاذه،
فيخطئ أحياناً في الاستنتاجات ويبني عليها ! وتساهم في تشوشه كل الضغوط النفسية
والمعيشية التي تحيط به.
***
في وقت الذي كان
الكثير من الشباب من أصحاب "القلوب الكبيرة" في آذار 2011 يحلمون بأن
يسقط النظام الطائفي في لبنان بسرعة، كان تجذر الطائفية في النظام اللبناني يؤكد
لنا أنّ ما يمكننا أن ننجزه من خلال حراك اسقاط الطائفي يختصر بإمكانية بناء حالة
سياسية وقوة ضاغطة على الأرض تتوسع يوماً بعد يوم على مدى 5 سنوات أو أكثر لتفرض
نفسها كحالة واقعية سياسية تهدف إلى بناء الدولة المدنية العلمانية وإصلاح
القوانين التي تُميز بين الأفراد وتسعى ليتحول النظام التربوي إلى نظام يثقّف على
المواطنية كما تضغط في المكان المناسب من أجل المطلب المناسب. كان من شأن هذه
الحالة السياسية أن تستقطب المزيد من الناس من الطائفيين والمترددين والرافضين
لاصطفافات 8 و 14 آذار.
في الوقت الذي كان
يفترض فيه أن نكون في الساحة لتنشد لنا تانيا صالح أو غيرها من الفنانين المشاركين
والداعمين للحراك، نشيد "نحن الشباب لنا الغد"، كان فضل شاكر تحت لواء
حركة سلفية ينشد موطني موطني.
يفترض بالعلمانيين
الناشطين أن يكونوا أصحاب حكمة ومنطق ووعي مضاعف عن غيرهم وأن لا ينجروا في ما
أراده كثير من الطامحين إلى تقسيمنا وتشتيتنا، غير أننا ترددنا في امتحاننا الأول
– وأؤكد مجدداً على مسؤولية الشباب العلمانيين أصحاب الخبرة في هذا الإطار- بغض
النظر عن السّبّاق بينهم إلى تشتّتنا.
كنت أحرص على أن لا
أعلق حتى الآن على تداعيات حراك إسقاط النظام الطائفي، غير أنّ فايز شكر والشيخ
الأسير حرّضوني على أن أعلن أسفي لعدم تواجدنا وتعاضدنا اليوم لنرفع راية الدولة
المدنية العلمانية – دولة حقنا الطبيعي كمواطنين في لبنان- بمواجهة الرايات التي
رُفعت اليوم. على أمل أن يُحرضنا الشباب اللاطائفي في المستقبل القريب، وفي لحظات
تاريخية مناسبة، على استئناف مسيرتنا باتجاه ما نصبوا إليه.
***
4/3/2012
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق