السبت، 14 سبتمبر 2013

المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية بين حلم أوسلو والآمال المفقودة

عشرون سنةً مرت على المُصافحة الشهيرة بين ياسر عرفات واسحاق رابين برعاية أميركية يوم توقيع اتفاقية أوسلو التي شرّعت الحكم الذاتي للسلطة الوطنية الفلسطينية.

عشرون سنةً مرت ولم تتحقق أي من المطالب الخمسة الأساسيّة للشعب الفلسطيني.

- فلا سلطة الحكم الذاتي الفلسطينيّة تمكنت من بسط سلطتها على أراضي الحكم الذاتي، وإسرائيل ما زالت تحتفظ بالسيطرة الكاملة على 61 % من مساحة الضفة الغربية.

- والشعب الفلسطيني ما زال رهين السلطة الإسرائيلية وفي قبضة "الإذن الإسرائيلي" في تنقلاته داخل وخارج حدود حكمه الذاتي.

- والمستوطنات ما زالت تقضم الأراضي والقرى الفلسطينية دون أي رادع.

- والقدس ما زالت تحت السيطرة العسكرية والسياسيّة الإسرائيليّة.

- واللاجئون ما زالوا مُشتتين في البلاد العربية ينتظرون حق العودة.

***

لا شك بأنّ إسرائيل لم تكن بالجديّة للسماح للسلطة الفلسطينيّة بتحقيق مكاسب حقيقية، خاصة مع وصول بن يمين ناتنياهو إلى الحكم بعد اغتيال رابين، ولا شك أنّ الولايات المتحدة بذلت جهوداً كبيرة لفرض تنازلات على الجهة الفلسطينيّة، غير أنّ إتفاقيّة أوسلو مثلت في مضمونها مُغامرة فلسطينيّة معروفة النتائج، لم تتمكن، رغم وجود القائد التاريخي للثورة الفلسطينية - ياسر عرفات - على رأسها ، من فك الحصار عن الشعب الفلسطيني أو تحقيق أي تغيير في واقعه المُتردِّي، خاصة أنّ عرفات فضّل السير بهذه المفاوضات مُنفرداً في ظل تشتت العالم عربي غير القادر على دعمه.

بالنتيجة بقيَت الحقيقة هي هي : ظهرت إتفاقيّة أوسلو كحدث اعلامي تاريخي كبير أسّس للاعتراف بالدولة الفلسطينيّة، لكنّ السلطة الفلسطينية بقيت "سلطة وهميّة صورية" فقدت مع الأيام ثقة الشعب الفلسطيني.

***

تتجدد اليوم المفاوضات "المُغامرة" بين السلطة الفلسطينية والإسرائيليين، ويُحاول الشباب الفلسطيني الإعتراض على طريقتهم على هذه المفاوضات من خلال إطلاق تظاهرات فايسبوكيّة تعبّر عن قناعة هؤلاء بضعف السلطة الفلسطينيّة وعدم قدرتها على دخول مفاوضات جديدة خاسرة سلفاً، ففـُرص نجاح  هذه المفاوضات الجديدة معدومة بنظرهم في ظل سقوط جميع الأوراق التي يمكن التعويل عليها لتحقيق مكسب جدِّي في أي من المطالب التاريخية الخمسة للفلسطينيين.
لقد أدى انهيار اتفاقية أوسلو إلى اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية، وقد يكون الشعب الفلسطيني اليوم في ظل مفاوضات غير متوازنة، بحاجة إلى انتفاضة جديدة هي أمله الوحيد في اختراق هذا الأفق البعيد والمسدود، الذي يحتاج إلى فرض أوراق فلسطينية جديدة على طاولة جديدة للمفاوضات.
باسل عبدالله
14/9/2013

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق