في هذا التقرير
عرض وتحليل شامل للخطاب الطائفي في لبنان للعام 2023، انطلاقًا من جداول زمنيّة لأحداث العام السياسية والأمنيّة والاقتصاديّة والحقوقيّة
والثقافيّة. وبخلاف المحدوديّة التي تشوب الرصد بالطرق التقليديّة، مثل
الاستطلاعات أو البحث التقليدي المشابه، توفّر تقنيّتا"جرف الشبكة
الافتراضيّة" و"الذكاء الاصطناعي" التي اعتمدها المرصد اتّساعًا
وشموليّةً في الرؤية وسرعةً في التحديث مع المتغيّرات، بفضل الحجم الأكبر من
العيّنات القابلة للرصد وقابليّة التقنيّة للتطبيق في مراحل يتمّ اختيارها وفق
المشاهدات والفرضيّات المطروحة.
من خلال تحليل الخطاب الطائفي المرصود على منصّات
"فيسبوك" و"أكس" ("تويتر" سابقًا)
و"يوتيوب"، تظهر الدراسة أنّ أحداث العنف المتفرّقة والاستحقاقات
السياسيّة مع ما رافقها من تصريحات ومواقف ضدّ الخصوم السياسيّين والفئات المهمّشة
خلال العام 2023 لعبت دورًا محوريًّا في نشر
الخطاب الطائفي في المجال الرقمي، بشكل مكثّف ومتشابك ومريب في العديد من
المشاهدات.
انطلق "مرصد الطائفيّة" من التعريف العام
للـ"طائفيّة" الذي وضّحناه سابقًا لجمع الأحداث والتصريحات والمواقف ضمن
ستّ فئات، هي:
§ السياسة
والأمن
§ الفساد
§ الدين
§ اللجوء
§ الجندر
§ الجنسانيّة
ومن رصد العيّنات التي تمّ جمعها ضمن هذه الفئات الستّ
وتحليلها، سعينا في هذه الدراسة إلى فحص ثلاث فرضيّات نطرحها لتفسير المحفّزات
للخطاب الطائفي في المجال الرقمي، وهي:
§ خطاب الهلع
الأخلاقي
§ الوعي
الاجتماعي الزائف
§ التروما
الجماعيّة.
ولكلّ من هذه الفرضيّات خلفيّات في المجتمع اللبناني كما في غيره من المجتمعات التي أُجريت فيها دراسات مشابهة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق